📁 last Posts

ثاني صفقات الترجي في المركاتو الصيفي

 

ثاني صفقات الترجي في الميركاتو الصيفي: تعزيز الخبرة والفعالية على الرواق الأيسر

يواصل الترجي الرياضي التونسي خطواته الهادئة والواثقة في سوق الانتقالات الصيفية، بإعلان ثاني صفقاته الرسمية لهذا الموسم، والتي تمثلت في ضم الظهير الأيسر أحمد مزهود في صفقة انتقال حر، قادمًا من نجم المتلوي. الصفقة الجديدة تأتي ضمن رؤية واضحة للمدرب ماهر الكنزاري وإدارة النادي، والتي تقوم على تدعيم الصفوف بعناصر محلية مجرّبة قادرة على تقديم الإضافة الفنية والتكتيكية في الحاضر، إلى جانب ضمان التوازن بين الخبرة والطموح.

أحمد مزهود، البالغ من العمر 28 سنة، هو لاعب يملك تجربة ثرية في البطولة التونسية، وقدّم موسمًا ممتازًا مع نجم المتلوي، حيث شارك في 26 مباراة، سجل خلالها 3 أهداف وقدم 8 تمريرات حاسمة، ما جعله ينهي الموسم في صدارة ترتيب أفضل الممرّرين في البطولة. هذه الأرقام تعكس أداءً متوازنًا بين الأدوار الدفاعية والهجومية، وهو ما يبحث عنه الترجي لتعزيز الجهة اليسرى التي عرفت في المواسم الأخيرة بعض الاضطرابات نتيجة تغيّر الأسماء وتراجع المردود.

الصفقة تعزز أيضًا البعد التكتيكي الذي يبحث عنه الكنزاري، خاصة في ظل تركيزه على الاعتماد على أجنحة وظهيرين نشطين هجوميًا. فبخلاف مهامه الدفاعية، يمتلك مزهود قدرة واضحة على الاختراق وتقديم الكرات العرضية الدقيقة، وهي ميزة ستكون ثمينة في مباريات دوري أبطال إفريقيا التي تتطلب حلولاً متنوعة على الأطراف.




مزهود ليس بلا خبرة، فقد سبق له أن تقمّص أزياء الاتحاد المنستيري، ناديه الأم، ثم أولمبيك سيدي بوزيد، جمعية جربة، وأخيرًا نجم المتلوي الذي انضم إليه في جويلية 2023، حيث عرف معه فترة نضج كروي واضحة جعلته محل أنظار عدة أندية، لكن الترجي كان الأكثر جدية واحترافية في حسم الصفقة.




من المهم في هذا السياق الإشارة إلى أن هذه الصفقة تأتي بعد أيام قليلة من إعلان أول انتداب صيفي، والمتمثل في اللاعب يونس راشد، الجناح الشاب العائد من ترجي جرجيس. يونس، المتكوّن في الترجي، شارك في 26 مباراة خلال الموسم الماضي، سجل فيها 3 أهداف وصنع هدفًا، وهو مشروع لاعب مستقبلي تراهن عليه الإدارة ضمن استراتيجية طويلة المدى. صفقة يونس كانت إشارة أولى على اعتماد الترجي سياسة "الاستقطاب الهادئ"، التي ترتكز على الجودة والتناسق الفني مع أسلوب لعب الفريق، بدلًا من جلب أسماء كبيرة بدون رؤية واضحة.

أما صفقة أحمد مزهود، فهي تكملة منطقية لهذه الرؤية، لكن من زاوية مختلفة: تعزيز الجوانب التكتيكية بخبرة لاعبين محليين قادرين على التأقلم بسرعة، وبعقود غير مُرهِقة من حيث الكلفة. وهو ما يجعل من هذه الانتدابات نموذجًا يحتذى به في التوازن بين الرؤية الفنية والواقعية الاقتصادية.

الجمهور الترجّي الذي اعتاد على أسماء "رنانة" في كل ميركاتو، قد يرى في هذه التحركات شيئًا من التحفّظ، لكن في الواقع، ما تقوم به الإدارة هو بناء مشروع متماسك على أسس واضحة: عناصر قادرة على العطاء، منسجمة مع المجموعة، وواعية بمسؤولية اللعب في فريق كبير بحجم الترجي.

من المنتظر أن يُمضي أحمد مزهود عقده رسميًا في الساعات القادمة، ليكون ثاني الوافدين إلى مركب المرحوم حسان بلخوجة، وسط ترقب الجماهير لما ستفرزه الأيام القادمة من تعاقدات، قد تُكمّل هذا المشروع "الصامت" ولكن الطموح.

وبهذا، تكون إدارة الترجي قد وجّهت رسائل واضحة: لا للأسماء لأجل الإعلام، نعم للصفقات من أجل الفريق.

تعليقات